أسباب التربية الخاطئة – بدايةً قبل أن ندخل في موضوعنا، أود أن أوضح فكرة لكل مربي لكل أب وأم. وهي الثقافة التربوية…….ماهي؟وما صلتها بحديثنا؟
الثقافة التربوية: هي فهم جوهر التربية، وادراك الخبرات والمعلومات. والتي نحتاج إليها في تكوين البيئة التربوية السليمة التي من خلالها نتلافى الوقوع في أسباب التربية الخاطئة.
أن يتشرب الوالدين في كيانهما روح التربية وليس قواعدها وقوانينها الصارم. الأبناء لن يمتثلوا للأوامر المباشرة…..
الأم المرتبة سيكون ابنها مرتباً طالما تعوده على ذلك منذ الصغر. الأب الذي ينتهج الصدق في حياته ويوضحه لأبناءه بصورة محببة سيكون ابناءه مثله.
أي أن الاطفال سيتأثرون بالصفات الحقيقية للوالدين. ولن تؤثر بهم الكلمات التي تحضهم على انتهاج الطرق القيمة. بقدر ما يتأثرون بالممارسات اليومية للوالدين. حيث ان الممارسات الخاطئة ستؤدي بدورها إلى أخطاء في التربية.
فهرس المقال :
تعريف التربية الخاطئة
التربية الخاطئة هي تجاهل الوالدين وعدم المبالاة لسلوكيات الأبناء المختلفة أما بالتجاهل أو الإهمال فيكرر الطفل السلوك الخاطئ.
يكون هذا نتيجة إهمال الوالدين وتجاهلهما وأيضاً الانقطاع عن السلوك السوي لعدم تشجيعه وتجاهله وبذلك يصبح الطفل مشتت غير سوي .
الخطأ يكمن أيضا في القسوة المسرفة في تربية وتقويم الطفل واللين والتهاون المبالغ فيه و التدليل اللامبرر وتفعل الأسرة ذلك بدون إدراك أو قصد بسبب قلة الوعي احيانا وأحيانا أخرى البيئة المحيطة والأشخاص المحيطين بالأباء.
وأحياناً تكون هناك أسباب نفسية عند الوالدين أنفسهم بسب ظروف أو مواقف مرو بيها فيتأثر ابناهما بذلك واليكم فيما يلي بعض أساليب التربية الخاطئة .
التربية الخاطئة وتأثيرها
يؤثر دور الأسرة كثيراً في المجتمعات لأن الأسرة هي أساس المجتمع فإذا أردت أن يتقدم المجتمع فعليك البدء بالأسرة وإذا أردت أن تهدم المجتمع فعليك بالأسرة أيضاً.
فالأسرة اهم مؤسسة اجتماعية لأنها المسئول الأول عن تربية الأبناء علي مر العصور وإخراج الأجيال المختلفة للمجتمع سواء سوية نافعة بالتربية الصحيحة وأجيال غير سوية هدامة بالتربية الخاطئة .
امور عدم القيام بها يُعتبر من الممارسات الخاطئة في تربية الطفل
–عدم الحوار مع الطفل وأخذ رآيه، وعدم النقاش في الأمور التي يستدعي أخذ رأيه فيها. مثل اختيار ألوان ملابسه، الطعام الذي يفضله، الأماكن التي يحب زيارتها. طالما أن هذه الخيارات ضمن المسموح والمستطاع.
-عدم اقتناع الوالدين أو احدهما بشخصية الطفل أو بميوله والتلميح عن ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر بعد أسباب التربية الخاطئة. فالطفل ذكي ويستطيع تمييز المشاعر الإيجابية أو السلبية الصادرة من أبويه حتى لو لم يعبرا عن ذلك بشكل صريح.
-عدم التوازن بين دور الأم والأب. كأن تطغى شخصية الأب مثلاً لتلغي كل حضور للأم وتكون خارج نطاق المشاركة في القرارات الأسرية. أو بالعكس كأن تطغى شخصية الأم وتفرض السيطرة والتسلط على العائلة. فالقاعدة الاسرية تتطلب التوازن بين دور الأب والأم والمشاركة في الحياة الأسرية.
سلوكيات يجب تجنبها من أجل تربية سليمة
-من أسباب التربية الخاطئة أيضاً المبالغة بحماية الطفل، فخوف الأهل الزائد على طفلهم له آثار سلبية. فيكبر الطفل ليكون لديه خوفاًمن المسؤولية وغير متحمل لها. إحباط عند مواجهة المشكلات والتوجه إلى الآخرين لحلّها له. ويؤدي إلى انعزاله مما قد يسبب أيضا مشاكل صحية مثل تأخر النطق عند الطفل.
-الانتقادات السلبية والمتكررة بكثرة للطفل ستولد في ذاته شعوراً بأن أهله لا يحبونه. فيصبح لديه نفور يعبر عنه بسلوكيات خاطئة .
-المشادات الكلامية ومشاجرات الوالدين المستمرة أمام الأطفال تعد من أسباب التربية الخاطئة. لذلك يجب الاتفاق على صيغة معينة لحل المشاجرات بعيداً عن الأطفال.
سلوكيات يجب القيام بها لتفادي أسباب التربية الخاطئة
–التعبير عن الحب….حيث يعتقد بعض الأهل سواء الأب أو الام بأنهم عند إبراز مشاعر الحب لطفلهم سيجعله مائعاً أو مدللاً. فإن هذا مفهوم خاطىء، لأن الطفل بقدر ماهو بحاجة المأكل والملبس هو بحاجةً للاحتضان. وأيضا الانتماء الذي إذا افتقده سيحاول تعويض الفراغ المسبب له بطرق سلبية وهذا من أهم أسباب التربية الخاطئة. تحدث خللاً في تركيبته التربوية، إذا يجب أن تُرضع الأم طفلها الحب مع الحليب. لأن الطفل كائن حساس يشعر من أول يوم له في الحياة، حتى أنه يشعر حتى وهو جنين.
-تخصيص أوقات معينة يقضيها المربي مع الطفل وتكون أوقات هادفة. ولا تكون عشوائية وتحضير برنامج مسبقاً لتنفيذه خلال الجلسة ليكون ترفيهياً وتعليمياً في الوقت ذاته. وتتضمن العاب ترفيهية فالالعاب لها دور كبير في تحسين سلوكيات الطفل وحتى في بعض الأحيان قد تساعد الالعاب في حل مشاكل تأخر الكلام عند الطفل.
–اتباع روتين يومي في الحياة الأسرية. للروتين اليومي فائدة كبيرة في تنظيم حياة الطفل وفي استقرار مشاعره وتعويده على النظام. أمّا بوجود فوضى في النشاطات والعادات بشكل يومي ستخلق طفلاً فوضوياً في عاداته وسلوكه.
تجنب أسباب التربية الخاطئة
لكي نتجنب الوقوع في تربية الطفل بشكل خاطئ فعلى الوالدين أن يكونا النموذج الأمثل لأطفالها. بقدر ما يكون هذا النموذج مهتز بقدر ما تتغير سلوكيات الأطفال بشكل مفاجئ وتهز بحيث تنحدر صوب الخطأ. وبقدر ما يكون النموذج مثالي ينمو أطفال أصحاء نفسياً فاعلين بشكل إيجابي في المجتمع.
تجنب أساليب التربية الخاطئة وتأثيرها
تعددت أساليب التربية الخاطئة الناتجة عن أحياناً جهل الولدين وأحياناً أخرى نابعة عن اتباع أسلوب الوراثة التربوية وهي اتباع الآباء نفس طريقة أباهم في التربية بدون إدراك اختلاف العصور والعقول والاهتمامات بالنسبة للأجيال الجديدة .
هذه لائحة بأهم أسباب التربية الخاطئة التي يجب معالجتها :
الإهمال
هو إهمال الوالدين للطفل سواء إهمال مادي أو معنوي من الاب او الام فالأب طوال اليوم في عمله ويأتي بالليل ليستريح ولم يعرف شيء عن أبنائه وهذا خطاء كبير فالابن يحتاج الأب قبل احتياجه هو.
فيحتاجه ليشاركه بعض من أمور حياته ويحتاجه في اكتساب بعض من الصفات منه مثل القوة والشجاعة وإذا لم يفعل فيعتقد الطفل أن الأب يكرهه فيكون عنده شعور سلبي اتجاه الأب وعقد نفسية.
أما بالنسبة لإهمال الأب المادي وهو معروف عدم توفير احتياجات الطفل من مأكل وملبس وتعليم فيجعل هذا كله الطفل متشرد شاعر بالنقص عن من هم في عمره ويؤثر هذا عليه بالسلب سواء يحاضره أو مستقبله فيصبح مجرم أو سارق .
ويكون الإهمال أيضاً من الأب والأم وهو إهمال سلوك التطفل وعدم تعديله إذا كان خاطئ أو تشجيعه إذا كان صحيح فالأول يجعل الطفل يتمادى في السلوك الخاطئ والثاني يشعر الطفل بالإحباط وفي الحالتين اسلوب خاطئ في التربية يؤثر بالسلب علي الطفل.
التسلط
هو تحكم الوالدين في الطفل ومنعه من قيامه ببعض السلوكيات مع الرغم انها مشروعة وأيضاً ضغط الطفل بعبء المهام الواجب القيام بها أما رغما عنه أو أن هذه المهام تفوق إمكانيات الطفل.
وأيضاً من التسلط أن تقول لطفلك لا تقريبا علي كل الأشياء بمناسبة وغير مناسبة بمعني أن تجعل الممنوع أكثر من المسموح به فيشعر الطفل أنه منبوذ.
مثل أن تفرض الأم أكل معين او لبس معين وتجبره علي ممارسة رياضة معينة وايضا عن دخوله المدرسة أو الجامعة يكون باختيارها علمي ولا ادبي .
واتباع هذا الأسلوب الخاطئ في التربية يجعل الطفل غير سوي نفسيا من سماته الشخصية ما يلي .
وهذا يجعل الطفل مهزوز لا يمتلك الثقة بالنفس ولا مهارة اتخاذ القرار عنده ميل للخضوع واتباع الآخرين دون الابداع في التفكير.
الحماية الزائدة
وهي خوف الوالدين الزائد علي الطفل مما ينتج عن هذا الخوف قيام الوالدين بأغلب مهام الطفل وأيضاً حجر تحركات الطفل.
بمعني دائما الخوف على الطفل من اللعب خارج البيت أو الذهاب للشراء لوحده وغيرها خوفا أن يحدث له أي مكروه وهذا الأسلوب يؤثر سلبا علي شخصية الطفل فيجعل الطفل سلبي معتمد في قضاء حاجاته علي الآخرين.
وأيضاً يساهم هذا في عدم تحمله المسئولية تجده ضعيف الشخصية زوجية ضعف ثقته بنفسه وايضا مستقبلاً يظل معتمداً على الآخرين عنده مشكلة دائما في التكيف مع المسؤوليات المختلفة وهذا بسب عدم شعوره بالمسؤولية والاستقلالية وهو صغير.
التذبذب في المعاملة
وهي تذبذب الوالدين أو عدم الثبات في العقاب والثواب نحو السلوك الواحد أو المتشابه في مواقف مختلفة يعني مثالا يصدر الطفل سلوك معين أمام أفراد الأسرة فيضحكون ويصدر نفس السلوك أمام الضيوف يعاقب الطفل ويعنف نفسيا .
ويؤثر اتباع هذا السلوك مع الطفل جعل الطفل ذو شخصية متقلبة مزاجية يكون مبسوط حين ومكتئب حين آخر.
التفرقة
وهي عدم المساواة بين الأبناء سواء تفرقة مادية في المأكل والملبس والمصروف أو تفرقة معنوية في التعامل والحب والتشجيع والثواب والعقاب.
أما بسبب الجنس تفضيل الأولاد علي البنات أو سبب السن تفضيل الصغير علي الكبير أو لصفات شخصية في الطفل أنه متفوق أو جميل …… الخ
وهذا الأسلوب طبعاً يوثر بالسلب علي الطفل يجعله يشعر بالحقد والحسد ويجعل الطفل اناني يفكر في نفسه فقط ويريد كل شيء لنفسه فقط دون التفكير في الآخرين.
وفي المستقبل يصبح شخصية أنانية تعرف مالها وللتعرف ما عليها وهذا نتيجة شعوره من الصغر بالظلم وعدم إعطاءه حقوقه فعندما يكبر يرد أخذ كل شيء تعويضاً.
ما هي الاساليب الخاطئة في التنشئة الأسرية المؤدية لحدوث مشكلة صعوبة النطق
تعددت أساليب التربية الخاطئة ومنها ما سبق ذكره من إهمال وتسلط والدليل وأيضاً هناك أساليب تربية اخري يعتبرها البعض عادية مثل صراخ الأم في المنزل قسوة الأب في التعامل وإثارة الألم النفسية للطفل .
وأيضاً التدليل والتساهل كل هذا يؤثر علي جوانب كثيرة في شخصية الطفل العامة وعلي كلامه خاصة.
من أساليب التنشئة الأسرية الخاطئة المؤدية لحدوث صعوبات النطق :
يحدث صعوبات النطق نتيجة للتوتر الذي يحيط الأطفال في بعض الأسر مثل الخلافات الأسرية والعراك الدائم بين الوالدين.
يفعل الوالدين هذا أمام الأبناء دون إدراك نتائجه عليهم فيصبح الطفل خائف متوتر قلق ويوثر هذا بالطبع علي شخصية الطفل عامة وعلي كلامه خاصة نتيجة ما يراه ومن مظاهر هذا التأثير علي كلام الطفل وجود ما يعرف بالتاه تاه.
وتظهر أيضاً صعوبات النطق عند بعض الأطفال نتيجة أسلوب تنشئة شديد وقاسي أو أسلوب يمتاز باللين والتسيب.
وفي كلتا الحالتين التأثير سلبي علي الأطفال علي شخصية الطفل وبالتالي علي كلامه فيصبح الطفل يمتلك أحد اضطرابات الصعوبات النطق سواء حذف او إبدال أو تشويه أو تهاتاه أو حبسة كلامية.
علاج التربية الخاطئة
من الطبيعي علاج التربية الخاطئة بعد معرفة كل أسباب التربية الخاطئة لأن الحل هو في الاعتراف بالمشكل.
كلنا بشر وكلنا نخطئ في التعامل ولكن يجب علي كل منا المحاولة ثم المحاولة وخاصة مع أطفالنا لينمو بتربية صحيحة وسوية فيصبحُ أعضاء فعالة في المجتمع ينفعوا أنفسهم والمجتمع واليكم بعض من الأساليب التي يجب علينا اتبعها
يجب علي الام البدء بإدراك رده فعلها مع الطفل والاهتمام بيه وكل ما يصدر من الطفل من أفعال فعليها استخدام استراتيجية الصواب والعقاب في التربية
لكل فعل يصدره الطفل إذا كان فعل خاطئ يعاقب عليه دون إهمال من الأم أو الأب وايضا إذا صدر من الطفل عمل أو سلوك جيد فعليكي أن تشجيعي الطفل علي تكرار هذا الفعل بردة فعلك انت بكلمة جيدة برفو احسنت أو إحضار له شيء يحبه وبذلك تكوني علاجاتي اسلوب خاطئ بأسلوب صحيح.
اعرفي عواقب افعالك علي طفلك ونفسيته وشخصيته في المستقبل وأنه سيصبح شخص معقد غير سوي لذلك انتباهي لأي فعل وحاولي التحسن والكثير عن طرق بديله في التعامل.
اعرفي طبيعة طفلك وقدراته وإمكانياته فلكل طفل شخصيته المستقلة فلا تقارنيه بغيره ولا تحملي عليه مهام لا يستطيع القيام بيها فيشعر بالخيبة بعد ذلك.
إذا كنت ترين طفلك ضعيف في مجال معين او مهارة معينه حاولي تطويره أنتي بالتدريج والتشجيع .
اعدلي دائماً بين أطفالك فهم اطفال لا يدركون سبب تميزك لأحدهم فلا تقتيلين البراءة بالغيرة علي الاقل أمام بعضهم البعض.
إلي هنا قد أنهينا مقالنا بعنوان التربية الخاطئة وتأثيرها والذي تحدثنا فيه عن تعريف التربية الخاطئة وبعض أساليب التربية الخاطئة .
وبعض أساليب التربية الخاطئة المؤدية لحدوث صعوبات النطق وعلاج التربية الخاطئة ونتمنى بعد قراءة هذا المقال أن تكون الأم أدركت ما تفعله مع أبناءها وهل هو اسلوب خاطئ ام صحيح.
وان تكون أدركت أيضاً مدي عظمة المسئولية المتروكة علي عاتقها وهي تربية الأبناء وإخراج شخصية سوية نافعة …..وشكرا.