اُسلوب التذبذب في المعاملة و نتائجه !

اُسلوب التذبذب في المعاملة و نتائجه !

في ظل وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة بين أيدينا، من صفحات الفيس بوك، تويتر، واتساب…….وغيرها الكثير من التطبيقات ، نجد أنفسنا،آباء وأمهات امام الكثير من النصائح والتجارب الكثيرة في التربية و التي تتسبب في اُسلوب التذبذب في المعاملة !.

احيانا، نجد انّه يجب اتباع القسوة والشدة مع الاطفال،وتارةً يجب ان نتبع اُسلوب المرونة في التعامل معهم،وأحياناً نجد الاختلاف الواضح بين الاخصائيين التربويين في التعامل مع السلوكيات الخاطئة للأطفال ،تتضافر هذه العوامل مع عوامل اخرى لينتج عنها اُسلوب شاذ في التربية وهو التذبذب في المعاملة مع الأبناء .





ماهو اُسلوب التذبذب في المعاملة؟

اذا صح التعبير هو عدم استقرار الأب والأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب مع الأبناء.

ليتضح لنا ماهو اُسلوب التذبذب في المعاملة سأضرب أمثلة يومية في معاملاتنا مع ابنائنا :عندما

يسب الطفل في سن صغيرة آباه أو أمه ،أو يتلفظ بكلمات بذيئة نجد الوالدين يضحكان في وجهه ويبديان السرور بتصرفات ابنهم وكلامه.

أمّا فيما لو أنه تلفظ بنفس هذه الكلمات أمام الضيوف والأقارب،سيلقى التأنيب النفسي وربما الجسدي العنيف،ليكون الطفل بعدها في حيرةٍ شديدة،لماذا تارةً يُعاقب وأخرى يلاقي الترحيب بتصرفاته.





اسباب أسلوب التذبذب في المعاملة

إذاً عدم ثبات الوالدين على موقف واحد تجاه التصرف الخاطئ للطفل هو جوهر التذبذب في المعاملة مع الأبناء ،لأن عدم الثبات في التعامل سينتج بالضرورة عنه شخصية متقلّبة للطفل،لا يستطيع التعامل بصورة سوية مع ابسط الأحداث اليومية.

السبب هو أن التذبذب والتناقض من قيمة إلى أخرى أو من موقف تربوي إلى آخر مسألة في غاية الصعوبة……على المربّي أن يكون قدوة في كل ما يفعله.

يحضرني في هذا الموضوع المقولة المشهورة لكثير من الأمهات “يا صغيري الكذب حرام،ومن يكذب يدخل النار”، فنجد الأم تطلب من ابنها عدم الكذب و هي في بعض المواقف تطلب منه الكذب،أو أنها هي أو الأب يكذبون أمامه،ليقع الطفل في شرك التشتت والضياع بين القيم الصحيحة و الخاطئة.





كيف أحارب اُسلوب التذبذب في المعاملة ؟

على الأب والأم ان يدركا أن الطفل مخلوق ضعيف عاجز عن فهم نفسه وعن فهم مشكلاته،وما عليه أن يفعل،ولا يملك معايير الصواب والخطأ ولا يعرف اللائق والمناسب من غيراللائق وغير المناسب .

فجهازه الأخلاقي غير مكتمل ،وهو يأمل من والديه أن يساعداه أن يتجاوز مرحلة الطفولة بأمان،و إذ به يتفاجأ بازدواجية في التعامل لتزيد عجزه عن الفهم الواضح لما يدور حوله.

من هنا علينا نحن الآباء والأمهات حتى الجد و الجدة وكل فرد في الأسرة أن يكون لدينا نهج ثابت تجاه التصرفات الخاطئة ،لأن الكذبة الصغيرة ستصبح في المراحل المتقدمة كذبة كبيرة.





الخطأ هو الخطأ،أهم قاعدة يجب اتباعها من قبل المربي،أن يلفت نظر الطفل إلى التصرف الخاطىء ويساعده في تصحيح خطأه،لا أن يعاقبه فحسب ،بل أن يعلمه ثقافة الاعتذار،وتصحيح الخطأ ليصبح منهجه في الحياة قويماً وثابتاً،حيث أن الاطفال الذين نشؤوا في جوٍ اُسري مذبذب سينعكس هذا الجو على حياتهم المستقبلية،ليعودو ويتعاملو بالمنهج ذاته مع ابنائهم

لذا يجب على الآباء و الأمهات الحذر الشديد من التذبذب في معاملة ابنائهم ،لما لهذا الأسلوب التربوي من نتائج سلبية على المدى الطويل.

 

لا تنسو دعمنا على انستجرام و تشجيعنا