سوء تربية الأطفال و حلوله

سوء تربية الأطفال و حلوله

تعد التربية نقلا لمجموعة من القيم الأخلاقية التي تساهم في توجيه سلوك الفرد داخل المجتمع، الا أن سوء تربية الأطفال تعد أحد أكبر التحديات التي على الوالدين مواجهتها .

فتربية الطفل لا تتوقف عند نقل القيم فقط بل هي تكوين لشخصية خلقت في يوم من الأيام ورقة بيضاء.

و لأن كل تحدي قابل اما للنجاح أو الفشل يمكن للآباء أن يفشلوا في تربية أبناءهم، فما هي علامات سوء التربية؟ و ما هي الأخطاء التي يقوم بها الأباء التي تؤدي الى الفشل؟ كيف اتعامل مع طفلي اذا أحرجني؟ كيف أتعامل مع الطفل الذي لا يسمع كلامي و كيف أجعله يطيع أوامري؟ كيف أتعامل مع ابني الكبير اذا لم يحترمني؟ كيف أتعامل مع الابن العصبي، الشرس، كثير البكاء، كثير الحركة، المجادل و الغير مؤدب؟

كل هذه الأسئلة سنجيب عليها و نعطي حلولا عديدة لتجاوز كل مشكل على حدة و على حسب حالة الطفل لتفادي الفشل في تربية الطفل.

علامات سوء التربية

تؤدي بعض تصرفات الوالدين الى حدوث بعض المشاكل أثناء التربية و بالتالي فقدان السيطرة على الطفل، ففي هذه الفقرة سنتطرق الى العلامات التي قد تدل ان تربيتك للطفل ليست في الطريق الصحيح.

أولا، تلبية كل رغبات الطفل حيث يقوم الأباء بالموافقة على كل طلبات الطفل لفرحتهم به و لتعزيز علاقة المحبة بينهما إلا أن هذه العملية لها عدة خلفيات سلبية لأن الطفل يعتقد مباشرة أن بإمكانه الحصول على أي شيء يريده وبالتالي يطلب أشياء غير واقعية.

على الأباء الصمود على بكاء الأطفال و غضبهم في حالة رفضهم لأحد الرغبات لأن ذلك سيجعل فهمه سليما لقيمة الأشياء التي حوله و بالتالي مواجهة الحياة بواقعية أكثر.

ثانيا، المبالغة في حماية الطفل من المشاعر الصعبة كخيبة الأمل و الضيق لأن ذلك يحرمهم من التعلم من التجارب الصعبة و تطوير مهارات كالتأقلم مع الوضعيات الغير طبيعية و بالتالي يفقد الطفل الثقة في نفسه و يقع في الخوف من الأشياء المجهولة.

فمن الأفضل تعليم الطفل كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة و عدم الافراط في حمايته منها.

ثالثا، جلب هدايا كثيرة للطفل فالعديد من الأباء يعتبرون الهدايا و الألعاب كجزء من التحفيز الا أن التكثير منها سلبي لأن الطفل سينتظر دائما هدية عند تحقيق أي نجاح حتى لو كان بسيطا و مع تقدم السن قد يرغب في هدايا قد تكون مكلفة و خارجة عن نطاق المقدرة و لذلك يجب أن يتعلم الطفل أنجاز الأمور لأنها مفيدة له كشخص و يعتبرها نجاحه الشخصي.

رابعا، الصراخ بكثرة على الطفل حيث يضر أسلوب الإهانة و الصراخ على نفسية الطفل فقد يدخل هذا الأخير في نوبة اكتئاب أو في عزلة و بالتالي يحصل الأباء على نتائج سلبية فمن الأفضل ان يلجأ الوالدين الى أسلوب النقاش و الحوار كحل بديل و له نتائج ايجابية على شخصية الطفل.

خامسا، السيطرة المفرطة على الأبناء حيث يستخدم الأباء الصارمين اسلوبا عسكريا في تربية الأبناء مما يقحمهم في نوبات رعب و خوف و بالتالي تكوين شخصية مضطربة غير قادرة على الاعتماد على الذات.

أخيرا، ترك قرار توقيت النوم في يد الطفل هو ايضا من علامات سوء التربية بالإضافة الى مشاهدة التلفاز في سن صغير.

ان سوء التربية هو تصرف يكون غالبا ناتجا عن نقص في المعرفة فكما لاحظنا في الفقرة قد يكون ناتجا عن افراط في التربية السليمة كالتكثير من الهدايا أو في استخدام مكثف العنف سواء كان لفظيا أو جسديا.

 

كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يسمع الكلام

 

أغلب الأباء يواجهون مشاكل في عدم سماع الطفل للتوجيهات و بالتالي عدم تطبيقها حيث أن مهارة الاستماع و الفهم ليست غريزية عند الأطفال و تختلف من طفل لأخر و لحل هذا المشكل علينا أولا فهم أسباب عدم سماع الأطفال للكلام.

أسباب عدم سماع الأطفال للكلام

هناك أسباب عديدة تجعل الطفل لا يسمع الكلام نذكر منها الأسباب التالية :

  • تطلب أشياء من الطفل في وقت غير مناسب، قد يبدو سببا غريبا بعض الشيء الا انه مهم جدا حيث يكون الطفل يشاهد التلفاز, مثلا يشاهده كرتونه المفضل و تطلبين منه الأكل أو الخروج فتلقائيا الطفل لن يجيب و لن يطيعك.
  • التهديد و الصراخ تجاه الطفل في حالة عدم استجابته لأحد الأوامر أو طلبه لخمس دقائق لعب أكثر.
  • تكرار نفس الروتين كل يوم هو أحد الأسباب التي تجعل الطفل لا يسمع الكلام لأن الولد الصغير بطبعه يحب التغيير و التنويع.
  • الابتعاد و الانفصال الجسدي فكما نعلم الطفل بطبيعته هو شخص حساس و لكي يقبل ما تريده عليه أن يحس بالحب تجاهك و يعتبر التقارب الجسدي في مرحلة الطفولة المبكرة مهما جدا.

بعد معرفة اسباب عدم سماع الطفل و انصياعه لطلبات الوالدين سننتقل الى أحد الطرق التي تشجع الطفل على سماع الكلام ألا و هي الجمل التشجيعية.

جمل تشجيعية للطفل على سماع الكلام

هناك مجموعة من الكلمات لها تاثير قوي على نفسية الطفل و تساعده في التطور و هي على سبيل المثال :

  • ” أنت متعاون جدا ” تزرع هذه الجملة روح التعاون كما أن الطفل يشعر بقدرته على المساعدة.
  • ” أنت تأكل جيدا ” غالبا ما يواجه الأمهات مشاكل مع أبناءهم في الأكل و يصبحون أكثر عصبية معهم فعلى العكس يجب مدح الطفل دائما و تكرار الانطباع الايجابي فذلك يحفزه أكثر و يعطيه دفعة معنوية.
  • ” ما رأيك أن نجرب كذا بدل كذا ” يمكن للآباء استخدام مثل هذه الجمل في حالة ملاحظتهم لخطر قريب أو تغيير نظرته عن شيء ما.
  • ” شكرا لأنك ساعدتني ” أو ” شكرا لقيامك سريعا بالأمر ” فإظهار الشكر للطفل سيشجعه على مد يد المساعدة دوما و لن يرفض اي طلب لك.

طفلي يحرجني أمام الناس، ماذا افعل ؟

يعاني الأباء كثيرا من الحرج أمام الناس بسبب أبناءهم لأنهم يعتقدون انه لا يوجد أي طفل قد يتصرف بتلك الطريقة.

الا أن هذه الفكرة خاطئة تماما و يشكل هذا المشكل عقدة للأب و الابن على حدة فكيف أتعامل مع مثل هذه المواقف ؟.

  • أولا، يجب عدم التسرع بالصراخ على الطفل أو ضربه أمام الناس بل يمكنك توبيخه قليلا ليحس بقيمة الخطأ الذي قام به.
  • ثانيا، تحدثي معه بمفردكما و حاولي أن تفهمي ماذا يزعجه و بالتالي قد يعبر الطفل عن غضبه بالكلمات و لن يلجأ الى السلوكيات العدوانية.
  • ثالثا، لا تهمليه لساعات طويلة لأن ذلك يحسسه بقلة الاهتمام و بالتالي يصبح أكثر عنادا.
  • أخيرا، عبري له عن حبك له حيث سيشعر بأنك تفهمينه وتقدرينه و بالتالي لن يلجأ الى اظهار سلوكيات عدوانية في حضورك.

 

 

لا تنسو دعمنا على انستجرام و تشجيعنا