لعل أكثر ما نحتاج في حياتنا اليومية الحساب والعلاقات الرياضية، سواء في المجال الدراسي، العملي أو حتى النشاطات اليومية.
ونظرا بأن الطفولة صفحة نظيفة نخطها بالمبادئ السليمة والمعارف والقواعد الأساسية في التعليم والتربية منذ الصغر، يحرص الأولياء على ملأ هذه الصفحة بشكل صحيح وفي وقت مبكر، نظرا لقدرة الطفل على الاستيعاب السريع في العمر الصغير.
من بين هذه الأساسيات، قواعد الحساب التي تعتبر جد ضرورية في التعاملات اليومية سواء بالنسبة للطفل في مراحله الأولى أو في مستقبله القادم.
وفي هذا السياق، يطرح الأولياء الكثير من الأسئلة حول كيفية تعليم أبنائهم الحساب، متى يجب تعلم العد و الحساب ؟، ماهي الطرق المبتكرة لتعلم العد ؟
هذا الأمر لا يستدعي القلق، سنقدم لكم من خلال هذا المقال، الإجابة على كل الأسئلة التي تأتي في أذهانكم والحلول للمشاكل التي قد تواجهكم أثناء تعليم أطفالكم و لمساعدتكم على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
فهرس المقال :
متى يمكنني البدء في تعليم ابني الحساب ؟
من المعروف و الأكيد أن التعليم سواء فيما يخص الحساب أو المجالات الأخرى يكون بشكل تدريجي مع التقدم في العمر.
فالطفل بداية من سنتين يصبح فضوليا اتجاه ما يحيط به وتعتبر هذه فرصة مناسبة لتعليمه الحساب تدريجيا من خلال النشاطات اليومية ويكون ذلك حسب ما يلي:
- من سنتين إلى خمس سنوات
يمكن خلال هذه الفترة تعليم الطفل الأرقام تدريجيا مع إدراج الحسابات ضمن الحياة اليومية من خلال الأكل واللعب وسنتطرق لطرق التعليم بالتفصيل في هذا المقال.
- من خمس سنوات فما فوق:
بعد خمس سنوات يمكن البدء في تعليم أساسيات العد تدريجيا من خلال التعرف على الأعداد الفردية والزوجية، تعلم الجمع والطرح وغيرها ومن المستحسن أن يكون التعليم في المنزل حسب البرنامج المتبع في المدرسة لضمان قدرة الطفل على الاستيعاب وتفادي تشوش أفكاره.
كيف أعلم طفلي الحساب ؟
يعتمد تعليم الأطفال الحساب على التدرج في تقديم المعارف وإدراجها ضمن نشاطات الحياة اليومية وتفهم الطفل وتعليمه بعقلانية وكذا تجنب بعض التصرفات التي تؤخر تعلم الطفل، ويتم ذلك بشكل عام من خلال :
البدء بتعليمه الأرقام وعدها بالاستعانة بالملصقات، الكتب، الرسوم المتحركة، الألعاب وغيرها وكذا تعليمه العد بالأصابع حيث يعتبر تعلم عد الأرقام وكتابتها تمهيدا أساسيا قبل البدء في تعليمه قواعد الحساب.
استخدام أسلوب المرح والتشويق في التعليم من خلال سرد القصص طرح الألغاز وكذلك الألعاب مثل تشكيل الأرقام بالعجينة الملونة والرسم على الدفتر وغيرها التي تنمي خيال الطفل وقدرته على الاستيعاب.
تعليمه باستعمال الأدوات التي يراها ويستخدمها بشكل يومي مثلا الملابس حيث يمكن تعليمه الأعداد الزوجية باستعمال زوج الجوارب أو استعمال العملات النقدية عن طريق لعبة البائع والزبون، أو عن طريق الأكل مثل عد حبات الفواكه وغيرها من الطرق التي تسهل على الطفل ترسيخ الحسابات في ذهنه.
طرح الأسئلة عليه من آن لآخر لتذكيره بما تعلم سابقا والعمل على تشجيعه ومكافأته عندما يصيب ومن المستحسن عدم إكثار الأسئلة كي لا يصبح الأمر مملا بالنسبة له وتنخفض قابلية التعلم والطاقة الاستيعابية لديه.
من المهم أيضا تجنب الضغط على الطفل وأسلوب التوبيخ الذي يجعله متوترا ويولد لديه الخوف من الوقوع في الخطأ وبالتالي الخوف من التعلم مما ينقص من كفاءته وقدرته على الفهم.
طرق مبتكرة وفعالة لتعليم الأطفال الحساب
العد بالأصابع
رغم أنها طريقة تقليدية إلا أنها أنجع طريقة لتعليم لحساب نظرا لسهولتها وبساطتها، فهذه الطريقة تساعد الطفل في حل العديد من العمليات الحسابية.
طريقة عد الخطوات
حيث تعتمد هذه الطريقة على تعليم الجمع والطرح من خلال كتابة الأرقام بالترتيب على الأرض أو على الدرج حيث يمثل التقدم للأمام الجمع ويمثل التراجع للخلف الطرح من خلال طرح الأسئلة على الطفل وحساب الخطوات للتوصل إلى النتيجة.
عد النقود
حيث يمكن تعليم الطفل العد من خلال النقود حيث هذه الطريقة تساعد في تعليمه قواعد الحساب من جهة وتعلم التعامل بالنقود من جهة أخرى وتعتبر لعبة البائع والزبون مناسبة جدا لتعليم الطفل بطريقة مبتكرة ومسلية.
استعمال العجينة الملونة
بما أن اللعب بالعجينة الملونة أمر جد مسل عند الأطفال، فيمكن استغلالها من خلال تعليمهم تشكيل أرقام وأشكال صغيرة واستعمالها في عمليات الجمع والطرح فهذا ينمي خيالهم ولا يشعرهم بالملل كما يعلمهم الطريقة الصحيحة لكتابة الأرقام.
استعمال الأقراص المرقمة
حيث تشد الأقراص المرقمة والملونة انتباه الطفل وتسهل عليه عملية الحساب وتعتبر من أنجع الطرق وأكثرها استعمالا في تعليم الحسابات.
ألعاب الرياضيات
العديد من الألعاب سواء الفردية أو الجماعية تعتمد على الحساب ومن المستحسن الاعتماد على الألعاب الجماعية للتمكن من تصحيح أخطاء الطفل وتعليمه في نفس الوقت، حيث تعتبر هذه الألعاب جد مفيدة لتنمية وتطوير قدرات الطفل على الحساب دون شعوره بالملل أو التوتر.
تعليم الطفل جدول الضرب
يعتبر تعلم وحفظ جدول الضرب أمر صعب وممل بالنسبة للأطفال وكذا مرهق بالنسبة للأولياء إلا أنه أمر ضروري لحل العديد من المسائل الرياضية.
لكن ما يجهله البعض أنه يعتمد بنسبة كبية على فهم الطفل لمبدأ جدول الضرب قبل بدء الحفظ، لذا هذه بعض النصائح والأفكار التي يمكن أن تساعد في تعليم الطفل جدول الضرب مثل :
من المهم أولا تفهم إيجاد الطفل صعوبات في حفظ جدول الضرب والتصرف بعقلانية معه وعدم الضغط عليه بل دعمه وتشجيعه على الحفظ وتجنب الضغط عليه.
يجب أولا التأكد من استيعاب الطفل للأساسيات الأولى في الحساب من أرقام وطرق العد وعمليتي الجمع والطرح لكي يتمكن من استيعاب معارف جديدة خاصة بالضرب.
يجب أيضا التدرج في تعليم جدول الضرب من خلال البدء بالأعداد السهلة ثم التقدم تدريجيا لكي يتمكن الطفل من استيعابها بسهولة دون ضغط. كما يجب تخصيص وقت قصير يوميا لتعليم جدول الضرب والتذكير بالمعارف السابقة.
كما أنه من الضروري أولا تعريف الطفل بمبدأ الضرب لكي يتمكن من الفهم قبل الحفظ مثلا 3x 3 هو 3+3+3 هكذا ستتضح العملية في ذهنه ويتمكن من الحفظ بسهولة تامة.
تذكير الطفل بخواص جدول الضرب التبادلية يساعد كثيرا في الحفظ حيث أن حفظ نصف جدول الضرب كاف لحفظ الجدول كاملا فمثلا x48 هي نفسها 4×8.
كما أن تعليم الطفل بعض الحيل يساعد كثيرا في عملية الحفظ فمثلا كل عدد مضروب في عشرة يكفي إضافة صفر له على اليسار. كل عدد زوجي مضروب في 5 رقم آحاده صفر وكل عدد فردي مضروب في 5 رقم آحاده 5. كل غدد مضروب في 11 يكرر مرتين فقط.
ويعتمد حفظ جدول الضرب بنسبة كبيرة على التطبيق فمن خلال التمرن وتوظيفه في المسائل الرياضية يمكن ترسيخه في ذهن الطفل كما يتدرب ويتعود على استعماله بذكاء حسب قدرته على الاستيعاب وطريقته الخاصة بالفهم.
بالفعل تعليم الطفل ليس بالأمر السهل خاصة عند اتباع طرق وأنماط تعليم خاطئة، فعلى الأولياء التصرف بذكاء وعقلانية لتعليم أطفالهم على أكمل وجه، واحترام قدراتهم والعمل على تطويرها تدريجيا مع تجنب الضغط عليهم لضمان أحسن النتائج.