ينطق الأطفال عادة كلماتهم الأولى في سن مبكر، ثم يبدؤون في تكوين الجمل تدريجيا، وهنا يأتي دور الأولياء في تعليم أبنائهم تكوين جمل صحيحة.
قد يجد بعض الآباء و الأمهات عدة الصعوبات أثناء تعويد أبنائهم على تكوين جمل مفيدة واستعمالها بشكل صحيح في حواراتهم اليومية وتتبادر الكثير من الأسئلة في أذهانهم السؤال “كيف أعلم طفلي تكوين جمل؟” “ما الذي يجب علي تفاديه أثناء تعليم طفلي الكلام ؟”
للإجابة على كل هذه الأسئلة التي تخطر في الأذهان سنوضح من خلال هذا المقال بعض الطرق والحيل التي تساعد الأولياء على تعليم أبنائهم تكوين جمل صحيحة بكل سهولة مع التطرق إلى بعض الأخطاء التي يرتكبها الأولياء بكثرة ويجب تفاديها لما لها من تأثيرات على تعلم الطفل.
فهرس المقال :
كيف أعلم طفلي تكوين جمل صحيحة ومفهومة ؟
تعليم الحروف
من المهم أولا تعليم الحروف للطفل وطريقة نطقها، فالتعلم الصحيح للحروف يساعده في تكوين كلمات صحيحة لغويا، حيث سيكون الأمر سهلا لأن الطفل يعتمد بشكل كبير على الاستماع للكلمات في محيطه لهذا المهمة الأساسية هي التعليم الصحيح وتصحيح أخطاء النطق.
الحديث مع الطفل
يبدأ الطفل في سماع الأصوات منذ المرحلة الجنينية، لهذا فحديث الوالدين أو الأشخاص المحيطين بالطفل له أثر كبير في اكتسابه مهارات الحديث واللغة.
لهذا فحتى في السن المبكر التحدث مع الطفل أمر مهم مع استعمال لغة سليمة وواضحة وجمل بسيطة ومفهومة وحتى عند تقدمه في العمر من الضروري تخصيص وقت للحديث معه فمن خلال هذا الحديث ولو كان قصيرا سيكتسب الطفل عدة مهارات ومعارف.
تعليمه نطق كلمات تدريجيا
يمكن البدء في تعليم الطفل بعض الكلمات الأساسية تدريجيا خاصة تلك التي يستعملها بشكل يومي بدءا بتعليمه الأسماء مثلا ماما، بابا، أسماء الأكل (الخضر والفواكه)، أعضاء الجسم، الألوان أحمر، أصفر. ثم الصفات كجميل، طويل، قصير… عبارات التحية صباح الخير تصبح على خير …والضمائر أنا، أنت، هو، وغيرها من الكلمات ويتم ذلك تدريجيا لتجهيز الطفل لتكوين جمل صحيحة.
تعليم الطفل الأفعال
إن تعليم الأفعال للطفل أمر مهم ليتمكن من تكوين جمل مفيدة ويقرن تعليم هذه الأفعال بالنشاطات اليومية للطفل حيث يتم التذكير بها في كل نشاط لتترسخ في ذهنه مثلا: “محمد يأكل”، “محمد يلعب” وترديده أيضا من خلال النشاطات التي يقوم بها الأولياء ليتعلم تصريف الأفعال مع كل الضمائر مثلا: “ماما تحبك”، “بابا يعمل”….
تعليم الطفل تكوين جمل تدريجيا
بعد تعلمه الكلمات الأساسية والأفعال المستعملة يوميا يجب تدريب الطفل على ربط الكلمات مع بعضها البعض وتكوين جمل مفهومة وصحيحة.
يتم ذلك من خلال نشاطاته اليومية والأشياء التي يراها في محيطه وتدريبه على استعمال جمل كاملة ومفيدة عند طلب شيء مثلا: “أريد أن أشرب ماء” بدل “ماء”، “أرى قطة” وكذا تعويده على استعمال أدوات الربط من حروف جر وعطف ليسهل عليه تكوين جمل مفيدة مثلا: “ملابسي في الخزانة” “القطة في الخارج” “التفاحة فوق الطاولة”….
استعمال الصور والملصقات
يعتمد الطفل في ترسيخ أفكاره بشكل كبير على ما يراه لهذا استعمال الصور له أثر كبير في تسهيل تعليم الطفل لهذا من المستحسن وضع صور أمامه والطلب منه تسميتها ثم تشكيل جملة أو عدة جمل من خلال الصور الموجودة أمامه مثلا “ولد+عصير”= “الولد يشرب العصير”، “الحيوانات+غابة”=”الحيوانات في الغابة”.
إخراج الطفل الى للطبيعة
اصطحاب الطفل في جولات ونزهات أمر مهم في تعليمه مختلف المعارف وليس تكوين الجمل فقط كما أنه في هذه الأوقات يكون في حالة من الاسترخاء التي تجعل طاقته الاستيعابية كبيرة جدا.
لهذا ينبغي اغتنام هذه الفرصة للتعليم بطريقة مسلية من خلال ما يراه أمامه في نزهته وذلك من خلال سؤاله مثلا “أين نحن؟” “نحن في الحديقة”، “ما هذا؟” “هذا كلب”، ماذا تريد أن تلعب؟” ” أريد أن ألعب في الأرجوحة” وغيرها من الجمل التي تأتي بشكل عفوي وتساهم في تعليم الطفل دون الشعور بالملل وتعوده على استعمال الكلمات التي تعلمها في حياته اليومية بشكل صحيح.
الاستعانة بالفيديوهات التعليمية ولعب الكلمات
مع التطور التكنولوجي ظهرت الكثير من الوسائل التي تساعد على تعليم الطفل بكل سهولة أهمها الفيديوهات التعليمية التي تقدم دروس في تشكيل الجمل وطرق النطق الصحيحة للكلمات وكذلك الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على ترتيب الحروف والكلمات وتشكيل الجمل من خلال الصور وربط الكلمات وغيرها من الألعاب التي تشد انتباه الطفل وتبدو مسلية ومفيدة بالنسبة له لكن يجب الحرص دائما على تنظيم وقت الطفل مع الهاتف أو أي جهاز إلكتروني لتفادي تأثيراته السلبية سواء على عقله وتفكيره وعلى صحته.
الرسوم المتحركة
الرسوم المتحركة مفيدة أيضا لتعليم الطفل كما أنها جد محبوبة تكوين جمل حيث يعتمد من خلالها على السمع الذي يرسخ أساسيات اللغة في ذهنه ويعلمه الحوار والتكلم بشكل صحيح.
كما يجب أيضا تنظيم أوقات مشاهدة الطفل للتلفاز وإشراف الأولياء على البرامج والرسوم المتحركة التي يقوم بمشاهدتها.
المكافأة والتشجيع
إن الأمور البسيطة جديرة بتحفيز الطفل على التعلم أكثر والتقدم أكثر حيث يكفي تشجيعه ومكافأته عند النجاح في تكوين جملة كاملة وصحيحة مثلا تقديم شوكولاتة أو الخروج في جولة أو حتى تصفيق أو قبلة حيث يكفي هذا لتحفيزه.
استعمال طرق مسلية في التعليم
فإدراج التعليم ضمن التسلية يحمس الطفل للتعلم أكثر ويقضي على الملل الذي يصاحب التعلم عادة كما يوسع خيال الطفل وقدرته على تخزين المعارف والمعلومات.
تقديم المساعدة و الدعم في التعلم
مساعدة الولي للطفل أمر مهم خاصة في المراحل الأولى للتعليم من خلال التسميات، تذكير الطفل… لكن من جهة أخرى السماح للطفل باكتشاف المعارف بنفسه أمر مهم أيضا حيث أنه يرسخ المعارف في دهنه بشكل أفضل.
ما الذي يجب علي تفاديه عند تعليم طفلي ؟
يرتكب الآباء عادة بعض الأخطاء التي تجعل عملية التعليم صعبة بالنسبة لهم ولطفهم لهذا يجب تفاديها وتمثل هذه الأخطاء في :
العنف والتوبيخ
إن توبيخ الطفل في أي مرحلة من مراحل التعليم لا يوصل إلى أي نتيجة بل يزيد الأمور صعوبة وتعقيدا ويؤثر على نفسية الطفل وقابليته على الاستيعاب مما يجعله رافضا رفضا تاما لتلقي أي معارف.
الضغط على الطفل
إن تقديم الكثير من المعارف والضغط على الطفل لتعلم الكثير خلال وقت قصير يؤدي إلى نوع من الجمود ويؤثر على ذكاء الطفل وقدرته على الاستيعاب ويشوش أفكاره مما يؤدي به إلى الخلط بين معارفه وبالتالي يصعب عليه تشكيل جملة بشكل صحيح.
عدم تنظيم وقت الطفل أمام الأجهزة الإلكترونية
من الضروري تحديد وقت وجيز لمشاهدة التلفاز واستعمال الأجهزة الإلكترونية في اليوم حيث أن تأثير الإفراط فيها السلبي على الطفل معروف حيث أنه يؤثر على تركيزه ووعيه وكذا صحته وقد يؤدي أيضا إلى الإدمان الذي يعتبر شائعا وهو أمر جد خطير.
التحدث مع الطفل الصغير بشكل خاطئ
الطفل منذ عمر مبكر يستمع ويخزن المعلومات فالتحدث معه بلغة خاطئة يدفعه لتخزين معارف خاطئة وبالتالي حتى منذ الصغر من الضروري استعمال لغة سليمة في الحديث معه.
تعليم الطفل تكوين جمل ليس بالأمر العسير لكنه دائما يحتاج الصبر والحرص لتكوينه على أكمل وجه.